Monday, August 6, 2012

عرش النعمة 2

عرش النعمة  2
(عبرانيين 4: 14-16)
عرش وعروش
لكي نتعرف اكثر على عرش النعمة تعالوا نتامل في العروش الاخرى التي تحث عنها الكتاب المقدس، كلمة الله...
1. كرسي (عرش) الرحمة
كرسي الرحمة او عرش الرحمة هو المكان الذي عينه الله لموسى ليتقابل معه فيه ويتكلم معه هناك. وهو المكان الذي بين الكروبين الذين يغطيان تابوت العهد داخل خيمة الاجتماع
[17 «وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ، 18 وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19 فَاصْنَعْ كَرُوبًا وَاحِدًا عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا، وَكَرُوبًا آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. 20 وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ، وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ. [21 وَتَجْعَلُ الْغِطَاءَ عَلَى التَّابُوتِ مِنْ فَوْقُ، وَفِي التَّابُوتِ تَضَعُ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ. 22 وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ، مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ، بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.] (خروج 25: 21-22) وعند تدشين الهيكل نرى اول لقاء للرب مع موسى
[89 فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ، كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ، فَكَلَّمَهُ] (عدد 7: 89)
ومعروف أن الكروبيم هم ملائكة القضاء، فهذا المشهد يذكرنا بمشهد آخر جاء في بداية الكتاب المقدس وبعد سقوط الانسان الاول مباشرة اذا يقول الوحي [فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.] (تك 3: 24) هنا نحن أمام كرسي آخر لله! ولكنه ليس كرسي رحمة  ولا كرسي نعمة، بل كرسي العدل والقضاء الإلهي، حيث نرى لهيب سيف متقلِّب. من أجل ذلك نرى الإنسان مطرودًا من أمام الله لا يستطيع الاقتراب. لكن في كرسي الرحمة فإن كان الكروبان يُطالبان بالقضاء، إلاّ أن وجهيهما كانا نحو الغطاء المرشوش عليه الدم، وهكذا بدلاً من أن يُنفذا قضاء الله، نجدهما ينظران إلى الدم المرشوش على الغطاء، والذي على أساسه سُتر الشعب أمام الله. فعلى اساس الدم المرشوش، أصبح كرسي الرحمة الذي على تابوت الشهادة مكان التقاء الإنسان الخاطئ مع الله، وهذا يُشير بصورة جلية إلى الرب يسوع المسيح، الذي من خلاله فقط نستطيع أن نقترب إلى الله ونستمع الى صوته.
قصة ضرب الرب لاهل قرية بيت شمس (1صم 6: 19-21)
في هذه القصة ضرب الرب اهل قرية بيتشمس لانهم نظروا الى التابوي. إن الخطية التي من أجلها عاقب الله أهل بيتشمس بكل صرامة هي جُرأتهم في أن يكشفوا ما قد غطَّاه الله. فلكي يستطيعوا أن ينظروا ما بداخل التابوت، كان لا بد أن يزيحوا كرسي الرحمة من مكانه، وهم بذلك أظهروا لوحي الشهادة (الناموس)، وفصلوا الدم (كرسي الرحمة) عن القضاء (لوحي الشريعة)، وكانت النتيجة الحتمية لذلك هو موت الالاف.
إن الكروبين الواقفين ووجهاهما لأسفل لم يكونا ينظران إلى القداسة التي تستوجب الحكم على المعتدي، لكنهما كانا يتفرسان فيما قد مجَّد الله وهو دم الذبيحة، فلقد كان هناك الدم الذي يفصل بين الشريعة والمُطالبين بتنفيذها لكن بعد ازالة الغطاء اصبح لا يوجد رحمة بل قضاء وعدل.
                                     
2 . عرش المجد
 [1 بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا». 2 وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3 وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4 وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ] (رؤ 4: 1-4)
يا له من مشهد عظيم حقًا ذلك الذي رآه يوحنا في السماء عندما أُعطيَ له أن يرى ما لا بد أن يكون!  إنه يرى جمعًا كبيرًا؛ ألوفًا وربوات من الملائكة والجُند السماوي والقديسين المُقامين، جميعهم حول العرش يترنمون ويتعبدون، وغرضهم شيء واحد هو السجود لذاك الذي مجده ملء كل السماء، وبنغمات سماوية ترتفع أصواتهم بالترنم ولهم كل واحدٍ قيثارات ليمجدوا ذاك الذي في وسطهم، الذي يملأ كل القلوب.
ولكن ما هو سر وسبب وجودنا حول العرش

اولاً: من فتحوا الباب للمسيح - [20 هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. 21 مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. 22 مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ» (رؤ 3: 2022)

ثانياً: من احتموا بدم الخروف-  «وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ» (رؤ 5: 6) هذا هو منظره، فهو الخروف الذي ذاق كل الآلام واحتمل أصعب المشقات من أجلهم، إنه ذاك الذي خلَّص وفدى آلاف البشر. نعم اسمه «الخروف»، وها هي كل الأفواه تنطق بتلك الترنيمة الجديدة قائلة بصوتٍ عظيم: «مُسْتَحِق هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ» ( رؤ 5: 12 )
وجميع المفديين، الذين من أجلهم مات الخروف، حوله في المجد ينظرون إليه. لقد رأوه قبلاً فوق الصليب حيث تألم لأجلهم، والآن ها هم يرون آثار الفداء التي لا تُمحى إلى الأبد في جسده المبارك. نعم هو الذي أحبهم حتى الموت، والذي بمحبة أبدية أحبهم، وقلوبهم تقدِّر وتعترف بتلك المحبة الشديدة وتبادله حبًا بحب.
وكل الخليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على الأرض، وما على البحر، تردد صدى هذا المديح قائلة: «لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (ع13).
إنه لمشهد عظيم حقًا، وكأن تلك المخلوقات التي بلا عدد تُفسح المجال للقديسين المفديين ـ قديسي العهد الجديد وقديسي العهد القديم ـ وهم الشيوخ الأربعة والعشرون، ليخرّوا ويسجدوا للحي إلى أبد الآبدين. ويا له من نصيب أيها الأحباء! ويا له من مركز!

3. كرسي الحساب
[9 لِذلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا ­مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ­ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ. 10 لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا. (2كو 5: 9-10)
فالرب قال اكرم الذين يكرمونني (1صم 2: 30) وقيل عنه [لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه] (عب 6: 10) فكل المؤمنين يدخلون السماء على حساب كفارة المسيح ولكن كل واحد سوف يحاسب امام كرسي المسيح حسب اعماله وخدمته. اعمل حساب انك في يوم من الايام سوف تقف امام كرسي المسيح ... 

4. عرش الدينوية
[11 ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! 12 وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ ... 15 وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ.] (رؤ 20: 11، 12، 15)
ما أرهب العرش المُشار إليه في هذه الأعداد! إنه عرش دينونة رهيبة، حيث لا نعمة ولا رحمة. لهذا العرش مطالب، ولكن يا للأسف فإنه لا يوجد في ذلك الوقت مَن يوفيها. يقول «وانفتحت أسفارٌ ... ودِينَ الأمواتُ مما هو مكتوبٌ في الأسفار بحسب أعمالهم» (ع12). تلك الأسفار مدوَّن فيها تاريخ كل واحد من الخطاة الذين رفضوا نعمة الله، عندما كانوا أحياء على الأرض. وسوف لا تكون مُغالطة أمام ذلك العرش، 15 وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ
الفرصة مازالت امامك ان تقف اليوم أمام اله كل نعمة وتستفيد من عمل النعمة ومن يرفض هذه الفرصة سيقف أمام اله كل نقمة عند عرش الدينونة ... وللحديث بقية ...

No comments:

Post a Comment