Friday, September 7, 2012

كنز في اواني خزفيه

كنز فـي أواني خزفية

 [1 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ ­كَمَا رُحِمْنَا­ لاَ نَفْشَلُ، 2 بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. 3 وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، 4 الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. 5 فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. 6 لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ:«أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.7 وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. 8 مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. 9 مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. 10 حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. 11 لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. 12 إِذًا الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ.] (2كورنثوس 4: 1-12)
 
رسالة بولس الثانية الى كورنثوس من أكثر الرسائل التي تركز الضوء على شخصية بولس كانسان. فمن يدرس الرسالة من اولها الى اخرها يكتشف اننا امام شخصيتين لبولس الرسول: بولس الانسان العادي وبولس في المسيح. ويصف بولس هذا التزواج بقوله [لنا هذا الكنز في اواني خزفية]
والاواني الخزفية ضعيفة قليلة القيمة في نظر الناس تُصنع من التراب
كثير منا يعتقد ان الله لا يستخدم الا الشخص الكامل والقوي والقادر لكن هذه العبارة تظهر لنا ان الله يستخدم الضعفاء لكي يكون فضل القوة لله وليس منا. والنقاط التالية تُظهر لنا بولس الاناء الخزف الضعيف

1. بولس يشعر بالاحباط والياس

[فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا] (1: 8)
اعتقد ان بولس هنا يشير الى ما حدث في مدينة لسترة عندما اراد الشعب ان يعبدوا بولس وبرنابا ويقدما لهما الذبائح كالهة بعد ان اجرى بولس معجزة شفاء الرجل العاجز الرجلين ولكن بالجهد اقنعا الجموع انهما ليسا الهة وفي نفس الوقت جاء بعض اليهود زاقنعوا نفس الحشد ان يرجموا بولس فرجموه وجروه خارج المدينة ظانين انه مات ولكنه قام ودخل المدينة مرة اخرى.
 

2. بولس يشعر بالحزن
[1 وَلكِنِّي جَزَمْتُ بِهذَا فِي نَفْسِي أَنْ لاَ آتِيَ إِلَيْكُمْ أَيْضًا فِي حُزْنٍ. 2 لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُحْزِنُكُمْ أَنَا، فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفَرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟] (2: 1-2)
البعض يعتقد ان المسيحي لازم يكون مبتسم وبيضحك اليوم كله والمفروض انه لا يحزن ولا يتضايق ولا ياخد على خاطره ولا يكون فقد نصرته وفرحته بالرب او انه يكون في غاية الشجاعة ولا يخاف من شيء والا يكون فقد الثقة في الرب...هناك فارق بين الفرح في الرب والضحك والابتسام ... بين الشجاعة والايمان والثقة في الرب، فالمؤمن قد يحزن ولكنه لا يحزن كالباقين ولا يفقد فرحه النابع من عشرته مع الرب. المؤمن قد يخاف لكنه لا يفقد ثقته في الرب

3. بولس يشعر بالاكتئاب
[4 لأَنِّي مِنْ حُزْنٍ كَثِيرٍ وَكَآبَةِ قَلْبٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، لاَ لِكَيْ تَحْزَنُوا، بَلْ لِكَيْ تَعْرِفُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي عِنْدِي وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ.] (2: 4)

4. بولس يشعر بالضيق

[4 بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ:فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ،فِي شَدَائِدَ،فِي ضَرُورَاتٍ،فِي ضِيقَاتٍ، 5 فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، 6 فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، 7 فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. 8 بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ، بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، 9 كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ، 10 كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.] (6: 4-11)

5. بولس يشعر بالتعب

[5 لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ.] (7: 5)

6. بولس يشعر بالدونية

[1 لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. 16 أَقُولُ أَيْضًا: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. وَإِلاَّ فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، لأَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضًا قَلِيلاً. 17 الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الافْتِخَارِ هذِهِ ... 19 فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! 23 أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً.] (11: 1، 16-17، 19، 23)

7. بولس يشعر بالضعف
[10 لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.] (12: 10)

لكن الشيء العجيب ان الرب يستخدم شخص كهذا وياتمنه على الكرازة بالانجيل للامم (معظم انحاء العالم في هذا الوقت) ففي كل هذه المواصفات نرى الكنز لكن في اناء من الخزف (بولس)
 

7 وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. 8 مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. 9 مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. 10 حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. (4: 7-10)

من انا ليستخدمني الرب
كبير في السن: الرب استخدم كالب بن يفنة (يشوع 14: 6-14)
صغير في السن: الرب استخدم داود واستخدم ارميا واستخدم تيموثاوس
ماضيك سيء: الرب استخدم السامرية
سمعتك سيئة: الرب استخدم متى العشار اللي اثر في مديره ذكا (مت9)
ظروف الخدمة صعبة: الرب استخدم تيطس وسط اهل كريت الشرسين (تي 1: 10-16)
امكانياتك ضعيفة: الرب استخدم جدعون (قض 6: 15)

[26 فَانْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ، 27 بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. 28 وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، 29 لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. 30 وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. 31 حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ». (1كو 1: 26-31)

الرب يعرف انك اناء خزف ضعيف لكنه يريد ان يظهر الكنز الذي فيك للناس هل تعطي فرصة للرب يستخدمك ...

طوبى لمن اله يعقوب معينه

طوبى لمن اله يعقوب معينه
مزمور 146
سفر المزامير في العبرية اسمه [تهليم] ومعناه [تسبيحة] وهو يحتوي على 150 مزمور عبارة عن تسابيح واناشيد حمد وسجود وتمجيد لله من اجل صفاته. من اجل محبته ، حكمته، صلاحه، قدرته، قداسته، بره، معونته، وامانته.
كتب داود 73 مزمور ، وآساف كتب 12 مزمور واولاد قورح كتبوا 10 مزامير، وسليمان كتب 2 (72، 127) وهيمان مزمور 88 وايثان 89 وموسى كتب مزمور 90 وهناك 49 مزمور لا نعرف من كتبهم لكن نعرف انه كتبهم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.
مزمور 146 هو اول خمسة مزامير تعرف باسم مزامير الهللويا (146-15) لانها تبدأ بهللويا وتنتهي بهللويا والتي تعني [سبحوا الرب او سبحوا الله]
وكانت هذا المزامير الخمسة ترنم في العبادة الصباحية، فما اجمل ان نبدأ يومنا بالتهليل والتسبيح والترنيم للرب لا ننتظر حتى نرى ما الذي سيحدث خلال اليوم لكن من اول النهار نعلن الهتاف والنصرة لانه مهما يحدث خلال اليوم فان الرب صالح والرب امين فلماذا لا نبدا يومنا بالتسبيح والترنيم للرب؟

 
وفي هذا المزمور (مزمور 146 نجد ثلاثة اجزاء

اولاً: التسبيح للرب (ع 1، 2)

[1 هَلِّلُويَا. سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ. 2 أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي، وَأُرَنِّمُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا.] وهنا نرى 1. دعوة عامة لتسبيح الرب [هَلِّلُويَا] 2. لكن المرنم يبدأ بنفسه [سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ] 3. والمرنم لن يسبح الرب بشفتيه فقط لكن حياته كلها [أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي] اسبح الرب باسلوب تفكيري وسلوكي وتعاملاتي مع الناس التي تعكس سقتي فيه 4. ويستمر التسبيح والترنيم العمر كله [وَأُرَنِّمُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا]

 
ثانياً: عجز البشر (ع 3، 4)

[3 لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. 4 تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ.]
المرنم يقدم نصيحة مخلصة وأمينة واضح انها مبنية عن خبرة لكل مؤمن ان لا يتكل على انسان حتى وان كان في مركز او منصب عالي، لماذا؟
1.    لانه ضعيف: ابن آدم، وآدم معناه [تراب] ولا حاجة اياً كان مركزه
2.    لا خلاص عنده: لا يستطيع ان يخلصك وهو محتاج للخلاص
3.    لانه زائل: تخرج روحه فيعود الى ترابه
4.    لانه محدود: في ذلك اليوم تهلك افكاره فهو بخار يظهر قليلا ...
قال ربشاقي للملك حزقيا [إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ] (اش 36: 6) ... وهذا الكلام سبق الرب واكده [1 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا، وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ... وَأَمَّا الْمِصْرِيُّونَ فَهُمْ أُنَاسٌ لاَ آلِهَةٌ، وَخَيْلُهُمْ جَسَدٌ لاَ رُوحٌ. وَالرَّبُّ يَمُدُّ يَدَهُ فَيَعْثُرُ الْمُعِينُ، وَيَسْقُطُ الْمُعَانُ وَيَفْنَيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا] (اش 31: 1، 3)
وهذا يذكرنا بقول الرب في ارميا «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.] (ارميا 17: 5)
لذلك يا انسان الله [5 تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ] (أم 3: 5)
ولنا فيما يحدث في بلاد الشرق الاوسط عبرة فاين هم الرؤساء واصحاب النفوذ واين من اتكلوا عليهم؟ اين الرئيس العراقي صدام حسين والتونسي بن علي والليبي القذافي والمصري حسني مبارك واليمني على عبدالل صالح واين عائلاتهم وحاشياتهم واين كل من اتكلوا عليهم ووضعوا رجاءهم فيهم


اقطع الحبل



يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال قرر تحقيق حلمه في تسلق جبل عالي وخطير جدا. وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعًا في أكبر قدر من الشهرة والتميُّز، قرر القيام بهذه المغامرة وحده. وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه. مرت الساعات سريعة ودون أن يشعر فاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريبًا إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع. ربما يكون الرجوع أكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس ولا يعلم ما يخبئه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت.
وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة، إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات! وفي أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل، فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويده المملوءة بالدم، ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار.
وسط هذا الليل وقسوته، التقط الرجل أنفاسه كمَنْ عادت له الروح، يمسك بالحبل باحثًا عن أي أمل في النجاة.
وفي يأس لا أمل فيه، صرخ الرجل: - إلهي، إلهي، تعال أعني! فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبه: ماذا تريدنى أن أفعل؟
- أنقذني يا رب!! فأجابه الصوت: أتؤمن حقًا أني قادر على إنقاذك؟
- بكل تأكيد، أومن يا إلهي ومَنْ غيرك يقدر أن ينقذني؟
- إذن، اترك الحبل الذي أنت ممسك به!
لم يستطع الرجل أن يفهم!! وقال في نفسه: كيف اترك الحبل؟ كيف؟ إن تركته سوف أسقط من هذا الارتفاع الشاهق، وفي هذا الظلام سوف أموت لا محالة... ربما هذا الصوت ليس من الله.. ربما لم يسمعني!
ثم صرخ مرة أخرى من أعماق قلبه: إلهي... إلهي... تعال وانقذني
عاد الصوت ليجيبه: اترك الحبل الذي أنت ممسك به
وبعد لحظة من التردد لم تطُل، تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر في انتظار فرق الانقاذ في اليوم التالي
وفي اليوم التالي، ومع اول نور في الصباح نظر الرجل حواله وهو في قمة الالم والتعب والدماء تنزف من يديه المعلقة بالحبل ووجد نفسه عبى بعد مترين فقط من سطح الأرض !!! هل مازلت تظن أن حبالك التي تتكل عليها سوف تنقذك؟ اقطع الحبل
  
ثالثاً: كفاية الرب (5-10)

[طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ،] (ع5)
من هو يعقوب ومن هو اله يعقوب؟ ربما لو سألتك ستقول لي أن يعقوب هو ابن اسحق وحفيد ابراهيم، وابو الاسباط الاثني عشر. لكن ...هناك عدة صفات تكشف لنا شخصية يعقوب الحقيقية ...

اولا: يعقوب الأناني:

لقد كان يعقوب أناني جداً في تصرفاته مع الآخرين، بل لقد قال عنه أحدهم انه كان مهندس بارع في الانانية كان انانيا مع اخيه ومع زوجته وحتى مع اولاده. فهو يطلب البكورية لنفسه من اخيه وهو يعرف انه من حق الكبير وياخذ البركة بالحيلة والمكر والدهاء وهو اناني كزوج يقدم راحيل على ليئة لأنه احب راحيل وهو بهذا لم يفكر سوى بمشاعر نفسه ولم يفكر في مشاعر زوجته ولم يرض الله بهذه الأنانية لذلك احسن الى الزوجة البائسة بعطية الاولاد. وهو ايضا أناني كأب فعندما اقترابت المواجهةمع عيسو قسم الاولاد على ليئة وراحيل وعلى الجاريتين. ووضع الجاريتين واولادهما اولا ثم ليئة واولادها ثم اخيرا راحيل ويوسف ثم اخيرا يعقوب مهندس الانانية.

ثانياً: يعقوب المتامر

كان يعقوب بارعا في حبك المؤمرات، فهو يلبس ثياب اخيه ويضع جلد المعزى على يديه وعنقه ليخدع ابيه ويسرق البركة. وعندما كان يرعى اغنام خاله لابان كان يقشط القضبان ليجعلها مخططة لتتوحم الاغنام القوية عليها وتلد له فيكون له النصيب الاكبر وهو الاجير. ثم بعد ذلك نراه ينتهز فرصة غياب خاله ويخرج هاربا دون ان يعطيه خبر.

ثالثاً: يعقوب الطامع
لقد كان طمعه بلا حدود وطهر ذلك في تعامله مه عيسو ومع خاله لابان حتى مع الله نفسه فقد تعهد وهو في طريقه الى بيت خاله لابان انه سوف يقدم للرب العشور من كل ما يعطيه الرب اياه الا انه لم يحفظ هذا العهد الذي قطعه على نفسه وكانت النتيجة انه خسر كل ممتلكاته

رابعاً: يعقوب العنيد والملتوي

فهو اذا ما اراد شيء ووضعه امام عينيه ولا يكل الا اذا حصل عليه... يعني ببساطة ممكن نقول عنه انه كان بلطجي ونصاب ...وصف احدهم يعقوب قائلاً [لقد كان مع ابيه شيطان مع ملاك ، وكان مع اخيه شيطان مع انسان، وكان مع خاله شيطان مع شيطان]

هذا هو يعقوب لكن ماذا عن اله يعقوب؟ (ع 6-10)

1.    قدير: الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا
2.    أمين: الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ.
3.    عادل: الْمُجْرِي حُكْمًا لِلْمَظْلُومِينَ
4.    عطوف: الْمُعْطِي خُبْزًا لِلْجِيَاعِ
5.    يحرر: الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى.
6.    ينير: الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ
7.    يقوي: الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ
8.    محب: الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ.
9.    حافظ: الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ
10.معين: يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ
11.بار: أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ.
12.صاحب السلطان: يَمْلِكُ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ

فعلى جانب نرى ان يعقوب بلطجي ونصاب وعلى الجانب الآخر عندما نتامل في الله نجد انه هو القدوس ، البار الذي يكره الخطية فالله وهو المحبة المحبة المتناهية وهو الامين على مر السنين. ومع ذلك المرنم يربط بين الاثنين معا الله ويعقوب. الكمال المطلق مع احط البشر . الله القادر على كل شيء يربط نفسه بنصاب ويقول للعالم اجمع [انا اله يعقوب]. لا شك ان ابراهيم نفسه كان يخجل من هذا الحفيد، لكن الله لم يستحي ولم يخجل أن يقول عن نفسه [انا اله يعقوب] ... هذه العبارة [اله يعقوب]
تفتح باب الامل امام الخطاة : فكل انسان فاشل وضعيف وحقير ، كل اناني كل متامر كل طماع وعنيد وملتوي له مكان في قلب اله يعقوب.
لقد مس الله قلب يعقوب بخلاص عظيم عندما التقاه في فنوئيل وهنا نراه ينسى كل الماضي ويتمسك بالله فقط ويقول له [لا اطلقك ان لم تباركني] ونرى الله بكل الحب والحنان الابوي يقبل توبته ويقول له [لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله وقدرت] (تك 32: 26..)
لقد تحول المحتال والنصاب الى قديس لقد تصالح يعقوب مع الله ...
فعندما بلغ من العمر 147 عاما وفي نهاية حياته بارك يوسف وقال [«اللهُ الَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ، اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هذَا الْيَوْمِ، 16 الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ،] (تكوين 48: 15-16)
الآن يمكننا أن نعرف معنى قول المرنم [طوبى لمن اله يعقوب معينه] هو الاله المحب الذي يصبر ويتانى على الخاطي حتى يرجع ويعود، انه الأب الذي ينتظر الابن الضال انه الاله الذي يبقى امينا حتى [ان كنا غير امناء فهو يبقى أميناً، لن يقدر ان ينكر نفسه] (2تي 2: 13)
عزيزي: يوجد لكل واحد فينا مكان في قلب اله يعقوب، اله يعقوب يريد ان يكون الهك، يريد ان يكون هو وحده سندك ومتكلك فهل تقبل وتطلب اله يعقوب وتثق في اله يعقوب وتتكل بكل قلبك على اله يعقوب.

سفراء من نوع مختلف

من أرسل ومن يذهب من أجلنا؟
(اشعيا 6: 1-8)
[فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده.] (لوقا 10: 2) [ها انا اقول لكم ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضّت للحصاد] (يو4: 35)

لماذا انا موجود على الارض كانسان؟ وكمؤمن؟
انا موجود لكل امجد الله واشهد عنه واتمتع به
 
من يرسل؟ ما هي مؤهلات الشخص الذي يستخدمه الله في الخدمة؟

1.شخص مولود من الله:
اي بلد ترسل سفير يحمل جنسيتها وسفراء المسيح يجب ان يحملوا جنسية السماء [إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.] (2كو 5: 20)
·        أن يعترف الإنسان بأنه خاطئ وأعمى وعريان أمام الله.
·        أن يقرَّ بأن أعماله الصالحة وأخلاقه الرفيعة عاجزة عن أن تخلّصه.
·        أن يؤمن بأن الرب يسوع المسيح مات على الصليب بديلا عنه.
·        أن يعترف بالمسيح ربّا ومخلصا وحيدا له، وذلك بإيمان حقيقي عميق.
البعض يقول [لنا اصبح انسان كويس هاجي للمسيح، العكس صحيح لما تيجي للمسيح سوق تصبح انسان كويس]
اشعيا جاء للرب واعترف بخطيته ونجاسته فنزع الرب اثمه زكفر عن خطيته
السامرية عندما تقابلت مع الرب تخلت عن الجرة وعن الرجل وذهبت للقرية تخبرهم عن المسيح.

2. شخص مدعو لهذه الخدمة [موسى] خروج 3
كل شخص مدعو للخدمة في ملكوت الله لكن ما هو نوع ومكان وزمان الخدمة.  الله لا يدعو الموهوبين لكنه يعد المدعوين

3. شخص يضع مجد الله قبل مجده
[وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. 8 مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. 9 مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. 10 حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. 11 لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. (2كو 4: 7-11)
يوحنا المعمدان كان لسان حاله [ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص] (يو 3: 30)

4. شخص لا يستحي بانجيل المسيح
الانجيل به الاخبار السارة لكل العالم والمرسل يجب ان يعرف ويقدر كلمة الله [16 لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. 17 لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا» (رو 1: 16-17) قصة يونان

5. شخص يشعر باحتياج العالم
احتياج العالم الاساسي ليس للاصلاح الاجتماعي او السياسي او الاقتصادي ولكن الى سلام مع الله [13 لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ». 14 فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ 15 وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ» (رو 10: 13-15)
 
قصة مرسل بين اكلي لحوم البشر
يحكى أن فى إحدى الكنائس تم عقد اجتماع لخدام الرب الذين يقومون بالكرازة في بلدان مختلفة وأحضر قس الكنيسة خريطة كبيرة الحجم للعالم وتم عرضها على جميع الخدام وطلب منهم أن يختار كل واحد منهم ويشير داخل الخريطة على المكان أو القطر الذى سيذهب لخدمة الرب به , وبالفعل قام جميع الخدام بأختيار مكان خدمتهم ولكن تعجب القس وأندهش الجميع من إختيار واحد منهم وهو خادم أنضم حديثاً إليهم وسأله القس أنت متأكد من إختيارك ده ؟ فقال الخادم : نعمالقس : ومالقيتش غير المكان ده وتختاره الخادم : صدقنى الرب هو إللى إختار القس : أنت تعرف المكان ده الخادم : ولا عمرى سمعت عنه القس : طيب أختار مكان تانى وبلاش المكان دهتعجب الخادم وتسائل : ليه ؟! هو فيه أيه فى المكان ده ؟القس : فيه ناس بتاكل لحم البنى أدمينأندهش الخادم وأرتعب ثم تمالك نفسه وقال : لتكن مشيئة الرب .. ربنا هو اللىأختارلى وأنا لازم أطيعه،حاول الجميع معه بأن يتراجع عن قراره لخطورة هذا المكان الموحش ولكنه صمم وسلمحياته للرب، وجاء يوم السفر ووصل الخادم إلى الميناء البحرى بعد أن ودع جميع أقاربه ومعارفه وها هى الباخرة تنتظر على المرسى ويتقدم الخادم بخطواته نحو لوح كبير من الخشب يقوم بدور السلم للصعود إلى الباخرة ويقترب منها ويبدأ فى الصعود ولكن فجأة تنزلق قدمه  ويسقط وتصاب قدمه اليمنى بإصابة خطيرة وينقل على أثرها إلى المستشفى وهناك يقرر الأطباء ببتـر قدمه اليمنى , ويخرج الخادم من المستشفى بعدما بترت قدمه وتم تركيب قدماً صناعياً وتوجه إلى منزله حزيناً لما حدث ,وهناك من كان يلومه على انضمامه لهذه الخدمة الخطرة قائلين له .. رب هنا رب هناك , .. اكيد ده صوت من ربنا علشان يمنعك تروح المكان ده ...... الخ , وفى وسط هذا كله لم ينسى وعد الرب له ومحبته لمن يحبوه , قضى وقت النقاهة في الصلاة وقراءة الكتاب وبعد ان تعافى تشجع وقام مسرعاً وتوجه إلى الميناء مرة أخرى ولكن هذه المرة صعد بسلام إلى الباخرة  ورحلت الباخرة ووصلت إلى مكان قبل المكان الذى ينوى الذهاب إليه ببعض الأميال ونزل من الباخرة وأخذ يمشى كثيراً حتى وصل إلى هناك , ولكن سرعان ما قابله أحدهم وقبض عليه وأخذه إلى زعيمهم وسط دق طبول السعادة بفريستهم , حاول الخادم أن يشرح لهم سبب وجوده وهو خلاصهم من الهلاك وتغيير طبيعتهم الشريرة لطبيعة جديدة وجميلة ولكنهم لم يصغوا له وقرروا شويه على النار وأكله ,ثم أتت فكرة للخادم وبسرعة صرخ إلى الزعيم وقال له : على فكرة أنا لحم جسدى مُـر ورائحته كريهة جداً ولو مش مصدقنى خُـد قطعة لحم من جسدى الأول وأشويه وجرب أكلها , أقتنع الزعيم بكلامه وطلب من حراسه قطع جزء من جسد الخادم وقدم الخادم قدمه اليمنى ( الصناعية ) وقاموا بقطعها وعندما ألقوا بها داخل النيران إنبعث منها دخان أسود ورائحة كريهة وهى رائحة الخامات البلاستيكية والكاوتشوك المصنوع بها القدم , وإنزعج الزعيم والجميع  وعفى عن الخادم ,وأنضم الخادم إليهم وعاش بينهم بعض السنوات  وهو بقدمه اليسرى فقط  وهويقوم بالتبشير ونشر كلمة الرب بينهم حتى تغيرت طبيعتهم وتم خلاص الجميع فى هذه المنطقة والتى يذهب إليها الأن كثير من الخدام للخدمة دون خوف , وتأكد الخادمأن الله كان له قصد من حادثة الباخرة وبتر قدمه وتركيب قدمً صناعياً ! فماذا كان يحدث للخادم لو كان ذهب إلى هناك وهو فى كامل صحته هل كان سينجو بحياته ؟ رتب الله هذه التجربة لنجاة خادمه من الموت ولكى ينجح فيما ذهب إليه.ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده
[لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ] (1كو 9: 16)
هل تجيب على طلب الرب وتقول [هانذا ارسلني] ماذا تريدني يا رب ان افعل