Friday, September 7, 2012

طوبى لمن اله يعقوب معينه

طوبى لمن اله يعقوب معينه
مزمور 146
سفر المزامير في العبرية اسمه [تهليم] ومعناه [تسبيحة] وهو يحتوي على 150 مزمور عبارة عن تسابيح واناشيد حمد وسجود وتمجيد لله من اجل صفاته. من اجل محبته ، حكمته، صلاحه، قدرته، قداسته، بره، معونته، وامانته.
كتب داود 73 مزمور ، وآساف كتب 12 مزمور واولاد قورح كتبوا 10 مزامير، وسليمان كتب 2 (72، 127) وهيمان مزمور 88 وايثان 89 وموسى كتب مزمور 90 وهناك 49 مزمور لا نعرف من كتبهم لكن نعرف انه كتبهم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.
مزمور 146 هو اول خمسة مزامير تعرف باسم مزامير الهللويا (146-15) لانها تبدأ بهللويا وتنتهي بهللويا والتي تعني [سبحوا الرب او سبحوا الله]
وكانت هذا المزامير الخمسة ترنم في العبادة الصباحية، فما اجمل ان نبدأ يومنا بالتهليل والتسبيح والترنيم للرب لا ننتظر حتى نرى ما الذي سيحدث خلال اليوم لكن من اول النهار نعلن الهتاف والنصرة لانه مهما يحدث خلال اليوم فان الرب صالح والرب امين فلماذا لا نبدا يومنا بالتسبيح والترنيم للرب؟

 
وفي هذا المزمور (مزمور 146 نجد ثلاثة اجزاء

اولاً: التسبيح للرب (ع 1، 2)

[1 هَلِّلُويَا. سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ. 2 أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي، وَأُرَنِّمُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا.] وهنا نرى 1. دعوة عامة لتسبيح الرب [هَلِّلُويَا] 2. لكن المرنم يبدأ بنفسه [سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ] 3. والمرنم لن يسبح الرب بشفتيه فقط لكن حياته كلها [أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي] اسبح الرب باسلوب تفكيري وسلوكي وتعاملاتي مع الناس التي تعكس سقتي فيه 4. ويستمر التسبيح والترنيم العمر كله [وَأُرَنِّمُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا]

 
ثانياً: عجز البشر (ع 3، 4)

[3 لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. 4 تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ.]
المرنم يقدم نصيحة مخلصة وأمينة واضح انها مبنية عن خبرة لكل مؤمن ان لا يتكل على انسان حتى وان كان في مركز او منصب عالي، لماذا؟
1.    لانه ضعيف: ابن آدم، وآدم معناه [تراب] ولا حاجة اياً كان مركزه
2.    لا خلاص عنده: لا يستطيع ان يخلصك وهو محتاج للخلاص
3.    لانه زائل: تخرج روحه فيعود الى ترابه
4.    لانه محدود: في ذلك اليوم تهلك افكاره فهو بخار يظهر قليلا ...
قال ربشاقي للملك حزقيا [إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ] (اش 36: 6) ... وهذا الكلام سبق الرب واكده [1 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا، وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ... وَأَمَّا الْمِصْرِيُّونَ فَهُمْ أُنَاسٌ لاَ آلِهَةٌ، وَخَيْلُهُمْ جَسَدٌ لاَ رُوحٌ. وَالرَّبُّ يَمُدُّ يَدَهُ فَيَعْثُرُ الْمُعِينُ، وَيَسْقُطُ الْمُعَانُ وَيَفْنَيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا] (اش 31: 1، 3)
وهذا يذكرنا بقول الرب في ارميا «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.] (ارميا 17: 5)
لذلك يا انسان الله [5 تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ] (أم 3: 5)
ولنا فيما يحدث في بلاد الشرق الاوسط عبرة فاين هم الرؤساء واصحاب النفوذ واين من اتكلوا عليهم؟ اين الرئيس العراقي صدام حسين والتونسي بن علي والليبي القذافي والمصري حسني مبارك واليمني على عبدالل صالح واين عائلاتهم وحاشياتهم واين كل من اتكلوا عليهم ووضعوا رجاءهم فيهم


اقطع الحبل



يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال قرر تحقيق حلمه في تسلق جبل عالي وخطير جدا. وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعًا في أكبر قدر من الشهرة والتميُّز، قرر القيام بهذه المغامرة وحده. وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه. مرت الساعات سريعة ودون أن يشعر فاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريبًا إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع. ربما يكون الرجوع أكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس ولا يعلم ما يخبئه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت.
وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة، إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات! وفي أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل، فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويده المملوءة بالدم، ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار.
وسط هذا الليل وقسوته، التقط الرجل أنفاسه كمَنْ عادت له الروح، يمسك بالحبل باحثًا عن أي أمل في النجاة.
وفي يأس لا أمل فيه، صرخ الرجل: - إلهي، إلهي، تعال أعني! فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبه: ماذا تريدنى أن أفعل؟
- أنقذني يا رب!! فأجابه الصوت: أتؤمن حقًا أني قادر على إنقاذك؟
- بكل تأكيد، أومن يا إلهي ومَنْ غيرك يقدر أن ينقذني؟
- إذن، اترك الحبل الذي أنت ممسك به!
لم يستطع الرجل أن يفهم!! وقال في نفسه: كيف اترك الحبل؟ كيف؟ إن تركته سوف أسقط من هذا الارتفاع الشاهق، وفي هذا الظلام سوف أموت لا محالة... ربما هذا الصوت ليس من الله.. ربما لم يسمعني!
ثم صرخ مرة أخرى من أعماق قلبه: إلهي... إلهي... تعال وانقذني
عاد الصوت ليجيبه: اترك الحبل الذي أنت ممسك به
وبعد لحظة من التردد لم تطُل، تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر في انتظار فرق الانقاذ في اليوم التالي
وفي اليوم التالي، ومع اول نور في الصباح نظر الرجل حواله وهو في قمة الالم والتعب والدماء تنزف من يديه المعلقة بالحبل ووجد نفسه عبى بعد مترين فقط من سطح الأرض !!! هل مازلت تظن أن حبالك التي تتكل عليها سوف تنقذك؟ اقطع الحبل
  
ثالثاً: كفاية الرب (5-10)

[طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ،] (ع5)
من هو يعقوب ومن هو اله يعقوب؟ ربما لو سألتك ستقول لي أن يعقوب هو ابن اسحق وحفيد ابراهيم، وابو الاسباط الاثني عشر. لكن ...هناك عدة صفات تكشف لنا شخصية يعقوب الحقيقية ...

اولا: يعقوب الأناني:

لقد كان يعقوب أناني جداً في تصرفاته مع الآخرين، بل لقد قال عنه أحدهم انه كان مهندس بارع في الانانية كان انانيا مع اخيه ومع زوجته وحتى مع اولاده. فهو يطلب البكورية لنفسه من اخيه وهو يعرف انه من حق الكبير وياخذ البركة بالحيلة والمكر والدهاء وهو اناني كزوج يقدم راحيل على ليئة لأنه احب راحيل وهو بهذا لم يفكر سوى بمشاعر نفسه ولم يفكر في مشاعر زوجته ولم يرض الله بهذه الأنانية لذلك احسن الى الزوجة البائسة بعطية الاولاد. وهو ايضا أناني كأب فعندما اقترابت المواجهةمع عيسو قسم الاولاد على ليئة وراحيل وعلى الجاريتين. ووضع الجاريتين واولادهما اولا ثم ليئة واولادها ثم اخيرا راحيل ويوسف ثم اخيرا يعقوب مهندس الانانية.

ثانياً: يعقوب المتامر

كان يعقوب بارعا في حبك المؤمرات، فهو يلبس ثياب اخيه ويضع جلد المعزى على يديه وعنقه ليخدع ابيه ويسرق البركة. وعندما كان يرعى اغنام خاله لابان كان يقشط القضبان ليجعلها مخططة لتتوحم الاغنام القوية عليها وتلد له فيكون له النصيب الاكبر وهو الاجير. ثم بعد ذلك نراه ينتهز فرصة غياب خاله ويخرج هاربا دون ان يعطيه خبر.

ثالثاً: يعقوب الطامع
لقد كان طمعه بلا حدود وطهر ذلك في تعامله مه عيسو ومع خاله لابان حتى مع الله نفسه فقد تعهد وهو في طريقه الى بيت خاله لابان انه سوف يقدم للرب العشور من كل ما يعطيه الرب اياه الا انه لم يحفظ هذا العهد الذي قطعه على نفسه وكانت النتيجة انه خسر كل ممتلكاته

رابعاً: يعقوب العنيد والملتوي

فهو اذا ما اراد شيء ووضعه امام عينيه ولا يكل الا اذا حصل عليه... يعني ببساطة ممكن نقول عنه انه كان بلطجي ونصاب ...وصف احدهم يعقوب قائلاً [لقد كان مع ابيه شيطان مع ملاك ، وكان مع اخيه شيطان مع انسان، وكان مع خاله شيطان مع شيطان]

هذا هو يعقوب لكن ماذا عن اله يعقوب؟ (ع 6-10)

1.    قدير: الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا
2.    أمين: الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ.
3.    عادل: الْمُجْرِي حُكْمًا لِلْمَظْلُومِينَ
4.    عطوف: الْمُعْطِي خُبْزًا لِلْجِيَاعِ
5.    يحرر: الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى.
6.    ينير: الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ
7.    يقوي: الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ
8.    محب: الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ.
9.    حافظ: الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ
10.معين: يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ
11.بار: أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ.
12.صاحب السلطان: يَمْلِكُ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ

فعلى جانب نرى ان يعقوب بلطجي ونصاب وعلى الجانب الآخر عندما نتامل في الله نجد انه هو القدوس ، البار الذي يكره الخطية فالله وهو المحبة المحبة المتناهية وهو الامين على مر السنين. ومع ذلك المرنم يربط بين الاثنين معا الله ويعقوب. الكمال المطلق مع احط البشر . الله القادر على كل شيء يربط نفسه بنصاب ويقول للعالم اجمع [انا اله يعقوب]. لا شك ان ابراهيم نفسه كان يخجل من هذا الحفيد، لكن الله لم يستحي ولم يخجل أن يقول عن نفسه [انا اله يعقوب] ... هذه العبارة [اله يعقوب]
تفتح باب الامل امام الخطاة : فكل انسان فاشل وضعيف وحقير ، كل اناني كل متامر كل طماع وعنيد وملتوي له مكان في قلب اله يعقوب.
لقد مس الله قلب يعقوب بخلاص عظيم عندما التقاه في فنوئيل وهنا نراه ينسى كل الماضي ويتمسك بالله فقط ويقول له [لا اطلقك ان لم تباركني] ونرى الله بكل الحب والحنان الابوي يقبل توبته ويقول له [لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله وقدرت] (تك 32: 26..)
لقد تحول المحتال والنصاب الى قديس لقد تصالح يعقوب مع الله ...
فعندما بلغ من العمر 147 عاما وفي نهاية حياته بارك يوسف وقال [«اللهُ الَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ، اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هذَا الْيَوْمِ، 16 الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ،] (تكوين 48: 15-16)
الآن يمكننا أن نعرف معنى قول المرنم [طوبى لمن اله يعقوب معينه] هو الاله المحب الذي يصبر ويتانى على الخاطي حتى يرجع ويعود، انه الأب الذي ينتظر الابن الضال انه الاله الذي يبقى امينا حتى [ان كنا غير امناء فهو يبقى أميناً، لن يقدر ان ينكر نفسه] (2تي 2: 13)
عزيزي: يوجد لكل واحد فينا مكان في قلب اله يعقوب، اله يعقوب يريد ان يكون الهك، يريد ان يكون هو وحده سندك ومتكلك فهل تقبل وتطلب اله يعقوب وتثق في اله يعقوب وتتكل بكل قلبك على اله يعقوب.

1 comment: