Sunday, August 5, 2012

مين دعاك للخدمة يا صاحبي


مين دعاك للخدمة يا صاحبي؟       
بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ (غلاطية 1: 1)
 
قل لي من دعاك للخدمة اقولك لك نوع واسلوب ومصير خدمتك! قل لي من دعاك للخدمة اقول لك من تخدم وكيف تخدم!
ما هي الخدمة؟ هي استخدام كل ما أعطاني الله لخدمته وخدمة الآخرين لاشباع قلب الله، لمجده اسم المسيح وبنيان الكنيسة
لكن يجب ان نعلم ان الله لا يدعو للخدمة اولئك المستعدين ولا المستحقين (او الذين يعتقدون كذلك)، لكنه يعد ويؤهل المدعويين
في الايام الاولى للكنيسة دعا الله اناساً معينيين للقيام باعمال خاصة من اجل بنيان الكنيسة ومن بين هؤلاء المدعوين للخدمة كان الرسل. فعندما كان الرب على الارض كان له اتباع كثيرون لكنه اختار منهم 12 رسول. [وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، 12 لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ] (أف 4: 11-12) وفي الكنيسة الاولى بعد صعود الرب يسوع المسيح اراد التلاميذ ان يختاروا بديل ليهوذا الذي خان الرب واسلمه. [لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ. وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ] (اع 1: 20) ووضعوا شروطا ومؤهلات للشخص الذي يصلح لهذا الاختيار [فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، 22 مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ] (اع 1: 21-22)،
هذه الشروط او المواصفات او المؤهلات انطبقت على شخصين هما يوسف ومتياس فالقى التلاميذ القرعة فوقعت على متياس.
لكن لنترك الان هولاء المجتمعون لاختار "خليفة" ليهوذا بعض الوقت ونذهب الى شخص اسمه شاول الطرسوسي (بولس)، بالطبع لم يكن شاول تلميذ ولا رسول ولا تابع للرب في ايامه على الارض ولا شاهد من شهود القيامة لكنه ماذا كان يفعل؟ كان يخدم الله؟ كيف؟ بطريقته هو وحسب رؤيته الشخصية.
دخل شاول كلية اللاهوت (مدرسة غمالائيل) وتخرج منها ليتفرغ لخدمة الله كواحد من الفريسيين او الغيورين على الناموس والشريعة والطقوس والتقاليد التي تسلموها من الاباء، فكان يرى ان هؤلاء المسيحيين يقاومون الله وموسى والناموس وكل التقاليد اليهودية التي تسلموها من الاباء، فنقرا عن خدمة بولس [أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.] (اع 9: 1-2)
لكن الرب كان له خطة اخرى وراي اخر غير اللي كان بيفكر فيه التلاميذ وغير ما كان يفعله بولس، ففي الطريق الى دمشق ظهر الرب لبولس [وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، 4 فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ:«شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» 5 فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ:«أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6 فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:«يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ» (اع 9: 3-6) اكمل شاول طريقه الى دمشق لكن فيه تغيير، اولا كان مفتوح العينين ولا يبصر، وهذا هو حال كل شخص يعتمد على بصيرته الذاتية، لكنه كان عنده استعداد ان يعمل ما يريده الرب وليس ما يريده هو
وفي دمشق تكلم الرب مع تلميذ اخر اسمه حنانيا ليذهب الى شاول ويضع يده عليه فيبصر فقال حنانيا يَارَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هذَا الرَّجُلِ، كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. 14 وَههُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ». 15 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ] (اع 9: 13-15)
اذاً من كل ما سبق نستنتج ثلاث حقائق ...
1. هناك البعض يدعوهم ويختارهم الناس للخدمة مثل متياس
2. هناك البعض يدعون انفسهم للخدمة مثل شاول الطرسوسي
3. هناك البعض يدعوهم الرب للخدمة مثل بولس الرسول
ونحن نكمل كلامنا فكر اي واحد انت من هؤلاء الثلاثة؟
اولاً: من يدعوهم الناس
يكون هدفهم مديح الناس وارضاء الناس لذلك لا تنجح خدمتهم. في الكتاب المقدس، كم بلد بشر فيها متياس وكم كنيسة اسسها متياس وكم رسالة حملها وكم شخص احضر للمسيح؟ الاجابة : لا يوجد !!!
لم ينتظر التلاميذ ان يختار الرب بنفسه الرسول رقم 12، لكنهم وضعوا الشروط والمواصفات حسب فكرهم البشري واختاروا شخص للخدمة حسب مواصفاتهم فكان اختيارهم فاشل ومعوق للخدمة ... لكن الكنيسة تعلمت الدرس فيما بعد فكانت تصوم وتصلي والرب يختار «قال الروح القدس افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه» (أع13: 2) هل انت متياس دخلت للخدمة بناء على دعوة من الناس؟
ثانياً: من يدعوا انفسهم
من يدعو نفسه للخدمة لا يهمه الا مجد نفسه وظهور ذاته وارضاء طموحاته وغروره الشخصي.
ربما يكون شاول الطرسوسي شعر بميول للخدمة، لذلك التحق بمدرسة غمالائيل (كلية لاهوت) وكان شاول شخص غيور جدا على ديانته وطائفته وعقيدته وكان يعتقد انه يخدم الله ويساعده ويدافع عنه باضطهاد المسيحيين. لكن ما كان يعتبره شاول الطرسوسي خدمة لله كان الله يعتبره مقاومة له شخصياً. مثل هذا الشخص الة في يد الشيطان لهدم وتدمير وتعطيل عمل الله. !!!
هل انت شاول الطرسوسي؟ دخلت الخدمة بناء على دوافع شخصية؟
3. من يدعوهم الله
[لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ] (اع 9: 15) ربما يكون اختيار الرب عكس توقعات الناس، بل ربما يكون عكس انتظارات الشخص نفسه، لكن كما قلنا في البداية فالله لا يدعو المستعدين او المستحقين لكنه يؤهل ويعد المدعويين.
استمعت الى واعظ في التليفزيون وكان يتكلم عن دعوته للخدمة. فقال انه كان يقود سيارته من ولاية الى ولاية اخرى وفي الطريق كانت زوجته نائمة بجواره فكان يفكر في مستقبله حيث كان يخدم في ذلك الوقت كقائد للشباب في كنيسته. واثناء تفكيره في مستقبله شعر بدعوة الرب له للتفرغ للخدمة كراعي، ويقول انه في التو فكر في الاتصال بوالدته لانها هي اكثر واحدة تعرفه، تعرفه اكثر من نفسه، تعرف عيوبه ومميزاته وممكن تقول له اذا كان ينفع للخدمة ام لا. لكنه صوت داخله قال له: ما علاقة امك بالامر هل انت ستخدم امك ام ستخدم الرب؟ فاجاب: ساخدم الرب، اذا اسمع صوت الرب واستشير الرب واعمل ما يريده الرب
وهذا ما فعله بولس فعندما تقابل معه الرب في الطريق الى دمشق قال للرب [ماذا تريد يا رب ان افعل] [وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16 أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا 17 وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ] (غلا 1: 15-17) لا يهم ماذا يريد الناس ان افعل، لا يهم ماذا اريد انا ان افعل لكن ما يهم هو ماذا تريد انت يا رب ان افعل؟

No comments:

Post a Comment