Wednesday, August 15, 2012

ضمير الانسان والروح القدس


الضمير والروح القدس

في اجتماع درس الكتاب سألني الاخ حلمي وهو مؤمن من خلفية غير مسيحية عن الضمير والفارق بينه وبين الروح القدس. وقد تعجبت من السؤال لان معظم المسيحيين لا يفكرون في أسئلة من هذا النوع حتى وان كنا لا نعرف الاجابة وهو ما دفعني للبحث والدراسة عن هذا الامر ... اقرا واكتب رايك في نهاية الموضوع ...

ما هو الضمير؟

الضمير يبكت الانسان الذي لا يسكن فيه الروح القدس فقد قيل عن الفريسيين [وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ] ( يو 8 : 9 ) فالضمير هو مُنقّي أفكار الإنسان يقول قاموس أكسفورد أن الضمير [هو المعرفة أو الوعي الداخلي؛ وهو الإمكانية التي تحكم على السمة الأخلاقية لأفعال الأفراد.] يعرّف قاموس وينستون الضمير بأنه [الحس أو الوعي الأخلاقي داخل الفرد، والذي يحدد ما إذا كان الفعل الذي يقوم به صحيح أم خاطيء، جيد أم سيء] فالضمير اذا هو الحكم الداخلي الذي يقوم بفحص كل ما نفعله أو نقوله. والضمير يعبّر عن نفسه قبل، وأثناء، وبعد الفعل. فبعدما اكلت حواء وادم من شجرة معرفة الخير والشر ورايا نفسيهما عريانين فاختبا كلاهما كما أن الضمير سيكون هو المعذّب الأساسي للإنسان في جهنم [فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ] (لوقا 16: 25).

هل الضمير هو صوت الله في الانسان؟

لا يمكن أن يكون الضمير هو صوت الله، لأنه في بعض الأحيان يقود الناس ضد مشيئة الله المعلنة في الكتاب المقدس. فالضمير يقود الإنسان الوثني إلى أن ينحني ويسجد أمام أصنام من الخشب أو الحجارة. كما أن الضمير قد يصادق على أعمال الانحلال الجنسي في تلك المعابد لإرضاء هذه الآلهة الوثنية. والضمير يدفع بعض المتطرفين دينياً لايذاء الغير لارضاء الله (الضمير)  وفي بعض الأحيان يصر ضمير إنسان ما على قتل الشخص الذي قتل أباه. وفي بعض الأحيان يجعله يتجاهل المرضى، معتقداً بأنهم ملعونون من الآلهة لذلك يجب تركهم بمفردهم. والضمير هو الذي يشجع المسلم على اداء الفروض والصلوات والحج والارهابي على القتل ظنا انه يفعل حسنا ... وإلى فعل أمور أخرى مريعة

الضمير في الكتاب المقدس

لم يستخدم [الضمير] في العهد القديم فاللفظ نفسه لم يظهر الا في الادب والفلسفة اليونانية، لكن في العهد 
القديم نجد القلب او الكليتان للتعبير عن معنى الضمير [وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ،] (1صم 24: 5)
أَنَّهُ لاَ تَكُونُ لَكَ هذِهِ مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي، أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَمًا عَفْوًا، أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ. وَإِذَا أَحْسَنَ الرَّبُّ إِلَى سَيِّدِي فَاذْكُرْ أَمَتَكَ». (1صم 25: 31)
[وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ الشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا» (2صم 24: 10)
[اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ 10 أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ] (ار 17: 9-10)

انواع الضمير

1.  ضمير مظلم
[لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ.] (رو 1: 21)
2. ضمير غليظ (فاقد الحس)
[17 فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، 18 إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. 19 اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ.] (افسس 5: 17-19)
3. ضمير موسوم
[وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2 فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ،] (1تي 4: 1-2)
4. ضمير منجس
كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ.
5. ضمير مشتكي 
[وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ.] (يو 8: 9)
6. الضمير الضعيف
[وَلكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ، فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ. 10 لأَنَّهُ إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ، مُتَّكِئًا فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ، أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ، إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ، حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟] (1كو 8: 8، 10)
7. ضمير مطهر
[فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!] (عبرانيين 9: 14) [لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.] (عبرانيين 10: 22)
8. الضمير الطاهر
[كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، 9 وَلَهُمْ سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ.] (1تيموثاوس 3: 9) ... [إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا،] 2تيمو 1: 3)  
9. ضمير بلا عثرة 0حساس)
لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ.] (اع 24: 16)
10. ضمير صالح
[وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ. وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا،] (1تي 1: 5، 19)
[بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، 16 وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ.] (1بطرس 3: 16)

الضمير الصالح

[وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء] ( 1تي 1: 5 )
الضمير الصالح هو الميزان الحساس الذي يزن كل تفاصيل الحياة بالمقاييس الإلهية، فهو لا يقبل شيئاً يتعارض مع المكتوب، ولا يشعر براحة لأبسط أمر لا تُصادق عليه كلمة الله. وهو يحتاج لتدريب مستمر في حضرة الله. وفوائد الضمير الصالح كثيرة ومنها:
1 ـ يشجع على طلب الصلاة من أجل الآخرين "صلوا لأجلنا لأننا نثق أن لنا ضميراً صالحاً راغبين أن نتصرف حسناً في كل شيء" ( عب 13: 18 ).
2 ـ يمنح لصاحبه شجاعة، ويمكّنه من الشهادة أمام الآخرين بلا خوف أو خجل. هكذا كان بولس في شهادته أمام فيلكس، وهو يتحدى المشتكين عليه إن كان بإمكانهم أن يثبتوا أي ذنب ضده "لذلك أنا أيضاً أدرِّب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" ( أع 24: 16 ).
3 ـ يمكِّن المؤمن من احتمال الاضطهاد بشجاعة، دون أن يخاف أو يخور "إن تألمتم من أجل البر فطوباكم وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدِّسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف، ولكم ضمير صالح" ( 1بط 3: 14 -16).
4 ـ لا غنى عنه في الصراع الروحي الذي يخوضه المؤمن ضد أجناد الشر الروحية في السماويات، وهو يُشبَّه بالدرع الذي كان يلبسه الجندي الروماني لحماية الصدر "فاثبتوا ... لابسين درع البر". فمتى كان سلوك المؤمن يتصف بالبر العملي والحرص الشديد على تجنب كل تصرف خاطئ، فهذا يمكّنه من الثبات.
5 ـ الضمير الصالح يجعل المؤمن واضحاً في كل تصرفاته، فلا يسعى لإخفاء أمور معينة في حياته. هكذا كان الرسول بولس في سلوكه "لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا في بساطة وإخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم. فإننا لا نكتب إليكم بشيء آخر سوى ما تقرأون أو تعرفون" ( 2كو 1: 12 ،13). فلأنه حرص على الضمير الصالح فقد تميزت حياته بأمرين: البساطة أي لم يكن عنده شيء يريد أن يستره، والإخلاص، أي نقاوة الدوافع وخلوها من كل أغراض ذاتية ( 2كو 4: 1 ،2).

وفي النهاية اسال نفسك ، ما هو نوع ضميرك في الوقت الحالي؟ وانت وضميرك !

No comments:

Post a Comment